قالت مصادر قبل ثلاثة ايام كانت تولين بكامل الصحة والعافية .. قبل ثلاثة ايام كانت تولين تلعب مع اترابها وتضحك ملء شدقيها.. قبل ثلاثة ايام كانت تولين تثير الفرج والشغب داخل البيت الذي فجع بغيابها المفاجئ والقاسي…قبل ثلاثة ايام كانت تولين..واليوم اصبحت طيفا من خيال لم تغادر صورتها ولا ضحكاتها.. شغبها سكناتها وحركاتها.. وكل ما نبض به قلبها وجوارحها لم تغادر البيت الذي غادرته فجاة .
ذات صباح طلبت تولين من والدها ان يقطف لها بعضا من ثمار التين الذي انضجته شمس تموز فاكلت ما اشتهت قبل ان تستحم وتنام نومة لم تكن تدري انها الاخيرة.
شاهدتها اختها تتشنج بينما هي نائمة وكان الدم ينزف من فمها بسبب ضغط اسنانها على لسانها فهرعت تركض نحو الام وتخبرها بما يحل بتولين.
نقلت تولين في سيارة الاسعاف الى مشفى رام الله، ولم تكن تعلم ان الطريق الذي طالما سلكته واهلها نحو المدينة لتشتري العابها وثيابها، ستسلكه هذه المرة نحو الموت.
بعد ساعات من وصول تولين الى المستشفى دخلت في غيبوبة قبل ان تصل المشفى كما اخبرنا والدها، لتمكث ثلاثة ايام هناك في العناية المكثفة بتشخيص طبي يسمى ‘موت سريري’ ولم يستطع الاطباء المشرفون على حالتها اعطاء اي تفسير حتى بعد الفحوصات التي أجريت لها.
كان من المفترض اليوم ان تصل عينة من دم تولين الى احد المشافي الاسرائيلية لمعرفة سبب حالتها لكن قلبها توقف عن النبض فجاة تاركة الما وحزنا لدى عائلتها المفجوعة بغيابها .