رمضان هو شهر الخير والبركات… شهر يشعر فيه المسلمون جميعاً بأن الله يبارك في أرزاقهم ويزيد من نعمه عليهم، حتى أن كل بيت يفيض من خيرات الله طوال أيامه.
ويجب أن نعلّم أطفالنا أن يشكروا الله دائماً وأبداً على نعمه الكثيرة والوفيرة التي منحها لنا، وأولها نعمة الإسلام.
قال الله تعالى:”وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”، كما قال في آية أخرى:”وقليل من عبادي الشكور”.
فلنتحدث إذن مع صغارنا عن بعض النعم التي وهبنا الله إياها من سمع وبصر وصحة وقوة بالإضافة إلى المأكل والمشرب والمسكن والملبس وغيرها من متاع الحياة التي نحصل عليها من الرزق الحلال الذي كتبه الله لنا.
ولأن الله جل وعلا قال أيضا في قرآنه العظيم: “لئن شكرتم لأزيدنكم”، يجب أن يعلم صغارنا أن شكر الله على نعمه ليس فقط إقراراً بفضله سبحانه وتعالى علينا، بل إن فيه أيضاً فائدة لنا، فمن يشكر الله على رزق ما سيزيده الله رزقاً على رزق ويبارك له فيما منحه.
بقي أن نحدّث أطفالنا كذلك عن كيفية شكر الله على نعمه، والشكر له وسيلتان: القول والفعل. وأبسط وأسهل وسيلة نشكر الله بها على كل ما أنعم به علينا هي أن نواظب على قول “الحمد لله”.
أما الفعل، فيبدأ من المداومة على أداء عباداتنا وفروض ديننا بإخلاص وخشوع، مروراً بحسن استخدام ما أنعم الله علينا به، فعلى سبيل المثال، منحنا الله لساناً وقدرة على الكلام، فلنستخدم هذه النعمة في ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم والاستغفار لذنوبنا، وكذلك في الحديث الطيب مع الناس. فلنشكر الله على هذه النعمة الغالية بحفظ اللسان من التفوه بالألفاظ المرفوضة وغير اللائقة، وبعدم التحدث عن الآخرين بالسوء.
مثال آخر: رزقنا الله المال الحلال، فلنشكره إذن بعدم إنفاقه في أي شيء حرام أو ضار للنفس أو الآخرين، وعدم التبذير أو إنفاقه بلا حساب، وفي الوقت نفسه بتجنب البخل في الإنفاق على أنفسنا، وبإخراج الزكاة عن كل ما نوفره من هذا المال إذا حل عليه الحول واكتمل نصابه.
فلنشكر الله على نعمة الصحة بالحفاظ عليها، وبتناول كميات معتدلة من الطعام والابتعاد عن أي أطعمة ضارة وبالحصول على قسط كاف من النوم والراحة وبممارسة القليل من الرياضة بصفة منتظمة.
ولو طبقنا نفس الأسلوب على كل شيء في حياتنا لتوصلنا بالفعل للأسلوب الأمثل لشكر الله على نعمه ولزادنا منها.