لا يدرك الشبان أنهم يقتلون لغتهم العربية في محادثات التقنيات الحديثة باستخدامهم كلمات إنجليزية
كتبت
بالعربية أو أحرف إنجليزية تعبر عن كلمات عربية، هذا الواقع أصبح واسع الانتشار ما يعني أن استمرار
انتشارها يعني الموت البطيء للعربية.
وأضحى للمحادثات الفورية لغة خاصة انتشرت بين أوساط الشباب ويتم تداولها واستخدامها بشكل يومي
بينهم لفظا وكتابة حيث إن الكبار لا يفهمون أو يعون ما يتحدث به هؤلاء الشباب وباتت هذه اللغة تضايق
أولياء الأمور وكبار السن حيث بدأ القلق والخوف يظهران عليهم خوفا من اندثار اللغة العربية التي هي
اللغة الأم لهؤلاء الشباب ويحل بدلا عنها لغة دخيلة وغريبة على المجتمع يتم تناقلها عبر الأجيال القادمة.
ولعل سبب انتشار مثل هذه الكلمات الدخيلة على مجتمعنا بين أوساط الشباب انتشار وسائل الاتصال الحديثة
كالإنترنت والجوال وغرف الدردشة وبرامج التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر والماسنجر.
(“ياهو! مكتوب” تطبق تقنية “يملي” لكتابة اللغة العربية بالاحرف اللاتينية)
وعندما تقرأ حديثا بين بعض الشباب أو تستمع إلى حديث بينهم يكاد يخلو من الكلمات العربية أو تجد كلمات
عربية قليلة فمعظم الكلمات المتداولة بين الشباب في الشات أو في التعامل مع بعضهم البعض كلمات
مختصرة غربية تنطق بالعربية أحيانا وفي أحيانا أخرى بالإنجليزية فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد هذه
الكلمات (هاي – برب – تيت – يس – نو – باك – ثانكس – يب – مرسي – بليز – شور – باي – تك كير
– ولكم باك) منتشرة بين الشباب
وهناك انتشار كتابة كلمات بين الشباب على الشات وذلك بكتابة أحرف عربية بأرقام إنجليزية وكلمات وجمل
عربية بأحرف وأرقام إنجليزية مدمجة مع بعض فحرف الحاء تحول إلى 7 والهمزة 2 وأصبح حرف العين
3 فمثلا تكتب عبارة كيف حالك بهذا الشكل (kife 7alk) وسلام عليكم بهذا الشكل (slam 3lekm)،
وهذا قد يؤدي إلى اندثار الحرف العربي حتما في عصر الوسائل الرقمية.
ولعلنا نتذكر الكلمة الشهيرة (يمقن) والتي أصبحت جوابا لأي سؤال يتداول بين الناس وقد حولوا حرف
الكاف إلى القاف وما صاحبه من تشويه لنطق الكلمة التي انتشرت بين الكبير قبل الصغير حتى إن البعض
وضعها على سيارته. (الأطفال يعطون آباءهم دروسا في اللغة العربية الفصحى)
وتحدث لـ”الاقتصادية” أبو سالم وهو أب لثلاثة شباب في سن المراهقة بأن أبناءه بدؤوا يتحدثون كلمات
بينهم لا يكاد يفهمها لدرجة أنه في بعض الأوقات يستفسر منهم ماذا كانوا يقولون؟ وتساءل: هل عصر
التكنولوجيا أثر في لغتنا العربية؟ وما مصير لغتنا العربية عبر الأجيال القادمة؟
وأوضح لـ”الاقتصادية” ماجد الزامل مشرف لغة عربية أن انتشار مثل هذه الكلمات يعود إلى ضعف
الاعتزاز
باللغة العربية الذي يقابله إعجاب بالمجتمعات الغربية ويؤدي إلى انتشار مثل هذه الكلمات بين أبناء
المجتمع، ومن الأسباب أيضا تسارع التقنية وعدم مواكبة التعريب لبعض المصطلحات وكذلك القنوات
التلفزيونية.
وأكد الزامل أنه يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر باللغة العربية في المناهج الحديثة المطورة وأن يؤخذ بعين
الاعتبار عند وضع المناهج المطورة إدخال الكلمات التي تتداول بين الشباب ولكن بلغتنا العربية الصحيحة
وتعليمها لأبنائنا منذ الصغر، ويجب غرس حب هذه اللغة العظيمة في أولادنا منذ الصغر ونحرص على
تعليمهم أصولها ونعودهم على التكلم بها حتى تقوم قائمتها من جديد.
(اختتام منتدى النهوض باللغة العربية)
وأوضح لـ”الاقتصادية” الدكتور عبد الرزاق حسين دكتور اللغة العربية في جامعة الملك فهد للبترول
والمعادن أنه يجب أن تكون هناك وقفة جادة وتحرك واسع من قبل المعنيين باللغة العربية من أكاديميين
ومتخصصين بعمل برامج توعية وحملات تثقيفية وإبراز محاسن اللغة والعمل على تطوير المناهج من
المراحل التمهيدية ووصولا إلى المناهج في المراحل الجامعية والتركيز على اللغة العربية بدلا من اللغات
الأجنبية.